قواعد قرآنية
صفحة 1 من اصل 1
قواعد قرآنية
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] | ||
قواعد قرآنية يقول الدكتور عمر المقبل : [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب ولم يجعل له عوجاً ، قيّماً لينذر بأساً شديدا من لدنه ، ويبشر المؤمنين الذين يعملون الصالحات أن لهم أجراً حسناً ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ؛ ما رحم عباده بمثل إنزال القرآن ، الذي أنزله تبياناً لكل شيء وهدىً وموعظةً وذكرى ، وجعل لتاليه والعاملين من لدنه خيراً وأجراً ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله ، كانت حياته وأخلاقه للقرآن تفسيراً وشرحاً ، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه ، ومن اهتدى بهديهم ، واستن بسنتهم إلى يوم الدين وسلم تسليماً كثيراً ، هذه لمحات جلية ، ووقفات ندية ، مع مقاطع من آيات من كتاب الله العزيز ، فيها حِكم و عِبر و دُرر ، عنونتها ب " قواعد قرآنية " ، نحاول فيها أن نقف على جمل قصيرة من الجُمل التي بُثت في ثنايا القرآن ، و هى على قصرها ، حوت خيرا كثيرا ، و اشتملت على معان جليلة ، تُمثل في حقيقتها قاعدة من القواعد ، و منهجا و منهاجا ، سواء في علاقة الإنسان مع ربه ، أو في علاقته مع الخلق ، أو مع النفس .. [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] وهذه مجموعة من المحاضرات عن بعض القواعد القرآنية ؛ أسأل الله الكريم المنان أن ينفعنا بها ،،، لقراءة أي موضوع ،،،،،،،،،،،، اضغط على عنوان الموضوع .. [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] قواعد قرآنية / مقدمة [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] قواعد قرآنية / 1 [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] قواعد قرآنية /2 [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] قواعد قرآنية / 3 [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] قواعد قرآنية / 4 [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] قواعد قرآنية / 5 [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] واعد قرآنية /6 [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] قواعد قرآنية /7 [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] قواعد قرآنية /8 [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] قواعد قرآنية / 9 [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] قواعد قرآنية /10 [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] قواعد قرآنية /11 [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] واعد قرآنية /12 [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] قواعد قرآنية /13 [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] قواعد قرآنية / 14 [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] قواعد قرآنية /15 [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] قواعد قرآنية / 16 [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] قواعد قرآنية /17 [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] قواعد قرآنية / 18 [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] قواعد قرآنية / 19 [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] قواعد قرآنية / 20 [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] قواعد قرآنية / 27 [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] قواعد قرآنية / 28 [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] | ||
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] |
رد: قواعد قرآنية
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] قواعد قرآنية / مقدمة
الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب ولم يجعل له عوجاً ، قيّماً لينذر
بأساً شديدا من لدنه ، ويبشر المؤمنين الذين يعملون الصالحات أن لهم أجراً
حسناً ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ؛ ما رحم عباده بمثل
إنزال القرآن ، الذي أنزله تبياناً لكل شيء وهدىً وموعظةً وذكرى ، وجعل
لتاليه والعاملين من لدنه خيراً وأجراً ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله ،
كانت حياته وأخلاقه للقرآن تفسيراً وشرحاً ، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه
، ومن اهتدى بهديهم ، واستن بسنتهم إلى يوم الدين وسلم تسليماً كثيراً ،
هذه لمحاتٌ جلية ، ووقفاتٌ ندية ، مع مقاطع من آيات من كتاب الله العزيز ، فيها حِكم وعِبر ودُرر ، عنونتها بـ (قواعد قرآنية) ،
نُحاول فيها ـ إن شاء الله تعالى ـ أن نقف على جملٍ قصيرة من الجمل التي
بُثّت في ثنايا القرآن ، وهي على قِصرها ، حوت خيراً كثيراً ، واشتملت على
معانٍ جليلة ، تُمثل في حقيقتها قاعدة من القواعد ، ومنهجا ومنهاجا ،
سواءً في علاقة الإنسان مع ربه ، أو في علاقته مع الخلق ، أو مع النفس .
إذا فهي قبس وضاء ، وبدر
منير ، وسراج وهاج ، وإذا كان النبي صلى الله عليه وسلم قد أُوتي جوامع
الكلم ، واختصر له الكلام اختصاراً ، فيقول الجملة الواحدة من كلمتين أو
ثلاث ، ثم تجد تحتها من المعاني ما يستغرق العلماء في شرحها صفحاتٍ كثيرة
، فما ظنك بكلام الله جل وعلا الذي يهب الفصاحة والبلاغة من يشاء ؟!
إن من أعظم مزايا هذه القواعد ،
الأجر المتكرر عند قراءتها وشمولها ، وسعة معانيها ، فليست هي خاصة بموضوع
مُحدد كالتوحيد ، أو العبادات مثلاً ، بل هي شاملة لهذا ولغيره من الأحوال
التي يتقلب فيها العباد ، فثمة قواعدُ تعالج علاقة العبد بربه تعالى ، وقواعدُ تصحح مقام العبودية ، وسير المؤمن إلى الله والدار الآخرة ، وقواعدُ لترشيد السلوك بين الناس ، وأخرى لتقويم وتصحيح ما يقع من أخطاء في العلاقة الزوجية ، إلى غير ذلك من المجالات ، بل لا أبالغ إذا قلتُ ـ وقد تتبعتُ أكثر من مائة قاعدة في كتاب الله : إن القواعد القرآنية لم تدع مجالاً إلا طرقته ولا موضوعا إلا ذكرته .
يروق للكثيرين استعمال واستخدام ما يُعرف بالتوقيعات ،
لتكون همسة متكررة ، ومعنى متجلٍ يتجدد ، وتكون هذه التوقيعات إما بيتاً
رائقا من الشعر أو كلمةً عذبة لأحد الحكماء ، أو قطعةً مذهبةً من حديث
شريف ، وهذا كله حسن لا إشكال فيه ، لكن ليتنا نفعّل ونُوظف معاني القرآن
من خلال تكرار القواعد القرآنية التي حفل بها كتابُ الله تعالى ،
و لذلك له فوائد كثيرة ، منها1- ربط الناس بكتاب ربهم تعالى في جميع شؤونهم وأحوالهم ، ونيلهم الأجر عند كل قراءة أو كتابة لآية .
2 ـ ليرسخ في قلوب الناس أن
القرآن فيه علاج لجميع مشاكلهم مهما تنوعت ، تارةً بالتنصيص عليها ، وتارة
بالإشارة إليها من خلال هذه القواعد .
3- أن
تفعيل هذه القواعد القرآنية سيكون بديلاً عن كثير من الغث الذي مُلئت بها
توقيعات بعض الناس سواء في كلماتهم ، أو مقالاتهم ، أو مُعرّفاتهم على
الشبكة العالمية .
و إلى لقاء قريب مع أولى هذه القواعد القرآنية المُحكمة بإذن الله و مشيئته ..
د.عمر بن عبد الله المُقبل ..... [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط][ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
رد: قواعد قرآنية
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] | [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] | |
قواعد قرآنية : القاعدة الأولى { وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْناً } .. البقرة : من الآية 83 . هي قاعدة من القواعد المُهمة في باب التعامل بين الناس ، وهي قوله تعالى : { وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْناً } .. البقرة : من الآية 83 .إنها قاعدة تكرر ذكرها في القرآن في أكثر من موضع إما صراحة أو ضمنا ً: فمن المواضع التي توافق هذا اللفظ تقريباً : قوله تعالى : {وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ} ،،، الإسراء : من الآية53 وقريب من ذلك أمره سبحانه بمُجادلة أهل الكتاب بالتي هي أحسن ، فقال سبحانه : {وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ} .. العنكبوت/ 46. أما التي تُوافقها من جهة المعنى فكثيرة كما سنشير إلى بعضها بعد قليل . إذا تأملنا قوله تعالى : {وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْناً} جاءت في سياق أمر بني إسرائيل بجملة من الأوامر وهي في سورة مدنية ـ وهي سورة البقرة ـ و قبل ذلك في سورة مكية ـ وهي سورة الإسراء ـ: أمراً عاماً {وقل لعبادي يقولوا التي هي أحسن}.. إذاً فنحن أمام أوامر مُحكمة ، ولا يستثنى منها شيء إلا في حال مجادلة أهل الكتاب ـ كما سبق ـ. ومن اللطائف مع هذه الآية {وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْناً} أن هناك قراءة أخرى سبعية لحمزة والكسائي : {وَقُولُوا لِلنَّاسِ حَسَناً } .. قال أهل العلم : (والقول الحَسن يشمل : الحسن في هيئته ؛ وفي معناه ، ففي هيئته : أن يكون باللطف ، واللين ، وعدم الغِلظة ، والشِدة ، وفي معناه : بأن يكون خيراً ؛ لأن كل قولٍ حسنٍ فهو خير ؛ وكل قول خير فهو حسن) .. يُنظر : تفسير العثيمين 3/196. وقد أحسن أحمد الكيواني حيث قال : من يغرس الإحسان يجنِ محبة *** دون المسيء المبعد المصروم أقل العثار تفز ، ولا تحسد ، ولا *** تحقد ، فليس المرء بالمعصوم إننا نحتاج إلى هذه القاعدة بكثرة ، خاصةً وأننا ـ في حياتنا ـ نتعامل مع أصناف مختلفة من البشر ، فيهم المسلم وفيهم الكافر ، وفيهم الصالح والطالح ، وفيهم الصغير والكبير ، بل ونحتاجها للتعامل مع أخص الناس بنا : الوالدان ، والزوج والزوجة والأولاد ، بل ونحتاجها للتعامل بها مع من تحت أيدينا من الخدم ومن في حكمهم . وأنت ـ أيها المؤمن ـ إذا تأملتَ القرآن ، ألفيت أحوالاً نص عليها القرآن كتطبيق عملي لهذه القاعدة ، فمثلاً : 1 ـ تأمل قول الله تعالى ـ عن الوالدين : {وَلا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلاً كَرِيماً} ،،، [الإسراء : من الآية23] ،،، إنه أمرٌ بعدم النهر ، وهو مُتضمن للأمر بضده ، وهو الأمر بالقول الكريم ، الذي لا تعنيف فيه ، ولا تقريع ولا توبيخ .. 2 ـ وكذلك ـ أيضاً ـ فيما يخص مُخاطبة السائل المحتاج : {وَأَمَّا السَّائِلَ فَلا تَنْهَرْ} ،،، [الضحى :10] بل بعض العلماء يرى عمومها في كل سائل : سواء كان سائلاً للمال أو للعلم ، قال بعض العلماء : "أي : فلا تزجره ولكن تفضل علي بشيء ؛ أو رُده بقول جميل" ،،، تفسير الألوسي 23/15. 3ـ ومن التطبيقات العملية لهذه القاعدة القرآنية ، ما أثنى الله به على عباد الرحمن ، بقوله : {وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلاماً} ،،، [الفرقان : من الآية63] : يقول ابن جرير ـ رحمه الله ـ في بيان معنى هذه الآية : "وإذا خاطبهم الجاهلون بالله بما يكرهونه من القول ، أجابوهم بالمعروف من القول ، والسداد من الخطاب".. تفسير الطبري 19/ 295. وهم يقولون ذلك "لا عن ضعف ولكن عن ترفع ؛ ولا عن عجز إنما عن استعلاء ، وعن صيانة للوقت والجهد أن ينفقا فيما لا يليق بالرجل الكريم المشغول عن المُهاترة بما هو أهم وأكرم وأرفع" ..يُنظر : الظلال 5/330. ومن المُؤسف أن يرى الإنسان كثرة الخرق والتجاوز لهذه القاعدة في واقع أمة القرآن ، وذلك في أحوال كثيرة منها : 1 ـ أنك ترى من يدعون إلى النصرانية يحرصون على تطبيق هذه القاعدة ، من أجل كسب الناس إلى دينهم المنسوخ بالإسلام ، أفليس أهلُ الإسلام أحق بتطبيق هذه القاعدة ، من أجل كسب الخلق إلى هذا الدين العظيم الذي ارتضاه الله لعباده . 2 ـ في التعامل مع الوالدين . 3 ـ في تعامل الزوج مع زوجه . 4 ـ مع الأولاد . 5 ـ مع العمالة و الخدم .. وقد نبهت آية الإسراء إلى خطورة ترك تطبيق هذه القاعدة ، فقال سبحانه : {إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنْزَغُ بَيْنَهُمْ} ،،، الإسراء : من الآية53 ..وعلى من اُبتلي بسماع ما يكره أن يحاول أن يحتمل أذى من سمع ، ويعفو ويصفح ، وأن يقول خيراً ، وأن يُقابل السفه بالحلم ، والقولَ البذيء بالحسن ، وإلا فإن السفه والرد بالقول الردئ يُحسنه كل أحد . وهذه واقعة لأحد دهاقنة العلم وهو الإمام مالك رحمه الله مع الشاعر الذي قضى عليه بحكم لم يرق له ، فتهدده بالهجاء ، فقال له مالك : ( إنما وصفتَ نفسك بالسفه والدناءة ، وهما اللذان لا يعجز عنهما أي أحد ، فإن استطعت أن تأتي الذي تنقطع دونه الرقاب فافعل : الكرم والمروءة ! ) . انظر: ترتيب المدارك 1/59. وما أجمل قول المتنبي : وكل امرئ يُولي الجميل مُحبب *** وكل مكان ينُبت العز طيب [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] د .عمر بن عبد الله المُقبل ---- رابط المحاضرة الصوتية [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]... | ||
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] | [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] |
رد: قواعد قرآنية
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] | [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] | |
قواعد قرآنية : القاعدة الثانية {وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ} .. البقرة : 216 الحمد لله ، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا وإمامنا وسيدنا محمد بن عبد الله وعلى آله وصحبه أجمعين ، وبعد ،،،حديثنا في هذه الحلقة مع قاعدة عظيمة مُباركة لها أثرٌ بالغ في حياة الذين وعوها وعقلوها ، واهتدوا بهداها ، قاعدة لها صلة بأحد أصول الإيمان العظيمة : ألا وهو : الإيمان بالقضاء والقدر ، وتلكم القاعدة هي قوله سبحانه وتعالى ـ في سورة البقرة في سياق الكلام على فرض الجهاد في سبيل الله : {وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ} .. البقرة : 216 وهذا الخير المُجمل ، فسره قوله تعالى في سورة النساء ـ في سياق الحديث عن الفراق بين الزوجين في قوله تعالى : {فَإِنْ كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا} .. النساء : 19 ،،،، فقوله (خيراً كثيراً) مُفسر ومُوضح للخير الذي ذُكر في آية البقرة ، وهي الآية الأولى التي استفتحنا بهذا هذا الحديث . ومعنى القاعدة بإيجاز : أن الإنسان قد يقع له شيء من الأقدار المُؤلمة ، والمصائب المُوجعة ، التي تكرهها نفسه ، فربما جزع ، أو أصابه الحزن ، وظن أن ذلك المقدور هو الضربة القاضية ، والفاجعة المُهلكة ، لآماله وحياته ، فإذا بذلك المقدور يُصبح خيرا عليه من حيث لا يدري .. يُصبح منحة في ثوب محنة ، وعطية في رداء بلية ، وفوائد لأقوام ظنوها مصائب ، وكم أتى نفع الإنسان من حيث لا يحتسب !. والعكس صحيح :فكم من إنسان سعى في شيءٍ ظاهره خيرٌ ، واستمات في سبيل الحصول عليه ، وبذل الغالي والنفيس من أجل الوصول إليه ، فإذا بالأمر يأتي على خلاف ما يريد ،و هذا هو معنى القاعدة القرآنية التي تضمنتها هذه الآية باختصار .. أيها القارئ الموفق : ما إن تُمعن بناظريك ، مُتأملاً الآيتين الكريمتين الأولى والثانية ، إلا و تجد الآية الأولى ـ التي تحدثت عن فرض الجهاد ـ تتحدث عن ألم بدني وجسميًّ قد يلحق المُجاهدين في سبيل الله ، كما هو الغالب ، و هو أيضا حديث عن عبادة من العبادات ؛ وإذا تأملت الآية الثانية ـ آية مُفارقة النساء ـ وجدتها تتحدث عن ألم نفسي قد يلحق أحد الزوجين بسب فراقه لزوجه ! وإذا تمعنت آية النساء ، وجدتها تتحدث عن أحد أوثق العلاقات الإجتماعية .. إذن فنحن أمام قاعدة تناولت أحوالاً شتى : دينية ودنيوية ، بدنية ونفسية ، وهي أحوال لا يكاد ينفك عنها أحد في هذه الحياة التي : جُبلت على كدر وأنت تُريدها *** صفوا من الأقذاء والأقذار وقول الله عز وجل أبلغ و أوجز و أعجز ، {لقد خلقنا الإنسان في كبد } .. البلد : 4 شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ} .. من أعظم ما يملأ القلب طمأنينة وراحةً ، ومن أهم أسباب دفع القلق الذي عصف بحياة كثير من الناس ، بسبب موقف من المواقف ، أو بسبب قدر من الأقدار المُؤلمة ـ في الظاهر ـ جرى علي هذا الإنسان في يوم من الأيام .. ولو قلبنا قصص القرآن ، وصفحات التاريخ ، أو نظرنا في الواقع لوجدنا من ذلك عِبراً و وجدنا شواهدَ كثيرة ، لعلنا نُذّكر ببعض منها ، عسى أن يكون في ذلك سلوى لكل محزون ، وعزاء لكل مهموم : 1ـ تأمل قصة إلقاء أم موسى لولدها في البحر ! فأنت ـ إذا تأملتَ ـ وجدتَ أنه لا أكره لأم موسى من وقوع ابنها بيد آل فرعون ، ومع ذلك ظهرت عواقب هذا الإلقاء الحميدة ، وآثاره الطيبة في مستقبل الأيام ، وصدق الله عز و جل : {وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ } .. تجد أن هذه الآية مُنطبقة تمام الانطباق على ما جرى على يوسف وعلى أبيه يعقوب عليهما الصلاة والسلام .. 3-و تأمل في قصة الغلام الذي قتله الخضر بأمر الله تعالى فإنه علل قتله بقوله : {وَأَمَّاالْغُلَامُ فَكَانَ أَبَوَاهُ مُؤْمِنَيْنِ فَخَشِينَا أَنْ يُرْهِقَهُمَا طُغْيَانًا وَكُفْرًا (80) فَأَرَدْنَا أَنْ يُبْدِلَهُمَا رَبُّهُمَا خَيْرًا مِنْهُ زَكَاةً وَأَقْرَبَ رُحْمًا} ،،، الكهف: 80، 81 توقف ـ أيها المُعظم لكلام الله عز و جل .. وتوقفي أيتها المؤمنة عندها قليلاً ـ! كم من إنسان لم يُقدر الله تعالى أن يرزقه بالولد ، فضاق ذرعا بذلك ، واهتم واغتم وصار ضيقا صدره ـ وهذه طبيعة البشر ـ لكن الذي لا ينبغي أن يحدث هو الحزن الدائم ، والشعور بالحرمان الذي يقضي على بقية مشاريعه في الحياة ! وليت من حُرم نعمة الولد أن يتأمل هذه الآية لا ليذهب حزنه فحسب ، بل ليطمئن قلبه ، وينشرح صدره ، ويرتاح خاطره ، وليته ينظر إلى هذا القدر بعين النعمة ، وبصر الرحمة ، وأن الله تعالى رُبَما صرف هذه النعمة ( أعني نعمة الولد ) رحمةً به ! وما يدريه ؟ لعله إذا رزق بولد صار - هذا الولد - سبباً في شقاء والديه ، وتعاستهما ، وتنغيص عيشهما ! أو تشويه سمعته ، حتى لو نطق لكاد أن يقول : يا ليتني لم أُرزق بهذا الولد .. 4 ـ وفي السنة النبوية نجد هذا حينما مات زوج أم سلمة : أبو سلمة رضي الله عنهم جميعاً ، تقول أم سلمة رضي الله عنها : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم عليه وسلم يقول : «ما من مسلم تصيبه مصيبة فيقول ما أمره الله إنا لله وإنا إليه راجعون اللهم أجرني في مصيبتي واخلف لي خيرا منها . إلا أخلف الله له خيرا منها ». قالت : فلما مات أبو سلمة ، قلت : أي المسلمين خير من أبى سلمة ؟ أول بيت هاجر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم عليه ؟ ثم إني قلتها ، فأخلف الله لي من هو خبر منه رسول الله صلى الله عليه وسلم عليه ! فتأمل هذا الشعور الذي انتاب أم سلمة ـ وهو بلا شك شعور ينتاب بعض النساء اللاتي يُبتلين بفقد أزواجهن ويتعرض لهن الخُطاب ـ ولسان حالهن : ومن خير من أبي فلان ؟! فلما فعلتْ أم سلمة ما أمرها الشرع به من الصبر والاسترجاع وقول المأثور ، أعقبها الله خيراً لم تكن تحلمُ به ، ولا يجول في خلدها . وهكذا المؤمنة.. يجب عليها أن لا تختصر سعادتها ، أو تحصرها في باب واحد من أبواب الحياة ، نعم .. الحزن العارض شيء لم يسلم منه حتى الأنبياء والمُرسلون عليهم صلوات الله أجمعين ! بل المُراد أن لا نُحصر الحياة أو السعادة في شيء واحد ، أو رجل ، أو خِطبة امرأة مُعينة ، أو ربما يحدث ذلك لطالب علم مات شيخه فيظن أن حياته العلمية قد انتهت بموت هذا الشيخ . ! 5ـ وفي الواقع قصص كثيرة جداً ، أذكر منها ما ذكره الطنطاويرحمه الله عن صاحب له : أن رجلاً قدم إلى المطار ، وكان حريصا على رحلته ، وهو مُجهد بعض الشيء ، فأخذته نومةٌ ترتب عليها أن أقلعت الطائرة ، وفيها ركاب كثيرون يزيدون على ثلاث مئة راكب ، فلما أفاق إذا بالطائرة قد أقلعت قبل قليل ، وفاتته الرحلة ، فضاق صدره ، وندم ندماً شديداً ، ولم تمض دقائق على هذه الحال التي هو عليها حتى أُعلن عن سقوط الطائرة ، واحتراق من فيها بالكامل ! والسؤال أخي : ألم يكن فوات الرحلة خيراً لهذا الرجل ؟! ولكن أين المُعتبرون والمُتعظون ؟ والخلاصة ـ أن المؤمن عليه : أن يسعى إلى الخير جهده *** وليس عليه أن تتم المقاصد وأن يتوكل على الله عز و جل ، ويبذل ما يستطيع من الأسباب المشروعة ، فإذا وقع شيءٌ على خلاف ما يحب ،فليتذكر هذه القاعدة القرآنية العظيمة : {وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ} ،،، البقرة : 216 وليتذكر أن : (من لُطف الله بعباده أنه يقدر عليهم أنواع المصائب ، وضروب المحن ، و الابتلاء بالأمر والنهي الشاق رحمة بهم ، ولطفاً ، وسوقا إلى كمالهم ،وكمال نعيمهم ) . تفسير أسماء الله الحسنى للسعدي : (74) . و ليتذكر أيضا أن من ألطاف الله العظيمة و حِكمه الباهرة أنه لم يجعل حياة الناس وسعادتهم مُرتبطة يشخص من الأشخاص حتى لو كان رسولا من عند الله عز و جل .. بل جعلها ( سبحانه ) مُرتبطة ارتباطا تاماً به وحده سبحانه وتعالى ، و بِشرعه العظيم ؛ وبقية الأشياء يُمكن تعويضها ، أو تعويض بعضها : من كل شيء إذا ضيعته عوضٌ *** وما من الله إن ضيعتهُ عوضُ [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] وإلى لقاء قريب في حلقة قادمة بإذن الله ... د .عمر بن عبد الله المُقبل رابط المحاضرة الصوتية [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] | ||
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] | [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] |
رد: قواعد قرآنية
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] | [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] | |
القاعدة الثالثة { ولا تنسوا الفضل بينكم} ،،، البقرة : 237 الحمد لله ، وبعد :فهذه قاعدة أخرى في مسرد موضوعنا المُتجدد : (قواعد قرآنية) ، وهي قاعدة سامقة الفروع ، باسقة الجذوع ؛ لأنها من القواعد السلوكية التي تدل على عظمة هذا الدين ، وشموله ، وروعة مبادئه ، إنها القاعدة التي دلّ عليها قوله تعالى {وَلاَ تَنسَوُاْ الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ} ..البقرة : 237 وهذه الآية الكريمة جاءت في سياق آيات الطلاق في سورة البقرة ، يقول ربنا تبارك وتعالى : { وَإِنْ طَلَّقْتُمُوهُنَّ مِنْ قَبْلِ أَنْ تَمَسُّوهُنَّ وَقَدْ فَرَضْتُمْ لَهُنَّ فَرِيضَةً فَنِصْفُ مَا فَرَضْتُمْ إِلَّا أَنْ يَعْفُونَ أَوْ يَعْفُوَ الَّذِي بِيَدِهِ عُقْدَةُ النِّكَاحِ وَأَنْ تَعْفُوا أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَلَا تَنْسَوُا الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ إِنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ } ... البقرة : 237 والمعنى : أن الله تعالى يأمر من جمعتهم علاقة من أقدس العلاقات الإنسانية ـ وهي علاقة الزواج ـ أن لا ينسوا ـ في غمرة التأثر بهذا الفراق والانفصال ـ ما بينهم من سابق العشرة ، والمودة والرحمة ، والمعاملة . وهذه القاعدة جاءت بعد ذلك التوجيه بالعفو : {إِلَّا أَنْ يَعْفُونَ أَوْ يَعْفُوَ الَّذِي بِيَدِهِ عُقْدَةُ النِّكَاحِ} ،،، كلُّ ذلك لزيادة الترغيب في العفو والتفضل الدنيوي . وتأمل في التأكيد على عدم النسيان ، والمُراد به الإهمال وقلة الاعتناء ، وليس المُراد النهي عن النسيان بمعناه المعروف ؛ فإن هذا ليس بوسع الإنسان . وفي قوله : {إن الله بما تعملون بصير} ---- تعليل و تعريض : تعليل للترغيب في عدم إهمال الفضل ، وتعريض بأن في العفو مرضاة الله تعالى ، فهو ( عز و جل ) يرى ذلك منا فيجازينا عليه أحسن الجزاء .. يُنظر: التحرير والتنوير لابن عاشور بتصرف . إن العلاقة الزوجية ـ في الأعم الأغلب ـ لا تخلو من جوانب مُشرقة ، ومن وقفات وفاء من الزوجين لبعضهما ، فإذا قُدّر وآل هذا العقد إلى حل عقدته بالطلاق ، فإن هذا لا يعني نسيان ما كان بين الزوجين من مواقف الفضل والوفاء ، ولئن تفارقت الأبدان ، فإن الجانب الخُلقي ينبغي أن يبقى وألا يذهب هذا الجانب بمثل هذه الأحوال العارضة . وتأمل في أثر العفو ، فإنه : يقرّب إليك البعيد ، ويصيّر العدو لك صديقاً . بل وتذكر ـ يا من تعفو ـ أنه يوشك أن تقترف يوما من الأيام ذنباً ، فيُعفى عنك إذا تعارف الناس الفضل بينهم ، بخلاف ما إذا أصبحوا لا يتنازلون عن الحق . ولله ! ما أعظم هذه القاعدة لو تم تطبيقها بين الأزواج حين يؤؤل أمرهم إلى الإنفصال و الطلاق ، بل ما أعظمها لو طُبقت بين كل من تجمعنا بهم رابطة أو علاقة من العلاقات ! لقد ضرب بعض الأزواج ـ من الجنسين ـ أروع الأمثلة في الوفاء ، وحفظ العشرة ، سواء لمن حصل بينهم وبين أزواجهم فراق بالطلاق ، أو بالوفاة ، أذكر نموذجاً وقفتُ عليه ، ربما يكون نادراً ، وهو لشخص أعرفه ، طلق زوجته ـ التي له منها أولاد ـ فما كان منه إلا أسكنها في الدور العلوي مع أولاده الذين بقوا عندها ، وسكن هو في الدور الأرضي ، وصار هو الذي يُسدد فواتير الاتصالات والكهرباء ويقوم تطوعا تفضلاً بالنفقة على مطلقته ، حتى إن كثيراً ممن حوله من سكان الحي لا يدرون أنه مُطلق ! وإني لأحسبه ممن بلغ الغاية في امتثال هذا التوجيه الرباني : {وَلاَ تَنسَوُاْ الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ}..، نعم هذا مثال عزيز و نادر ؛ لكني أذكره لأُبين أن في الناس خيراً ، دعونا نتوقف قليلاً عند موقف عملي ممن كان خلقَه القرآن صلى الله عليه و سلم ؛ لنرى كيف كان يتمثل ويمتثل القرآن عملياً في حياته : وذلك أنه صلى الله عليه و سلم أنه لما رجع من الطائف ، بعد أن بقي شهراً يدعو أهلها ، ولم يجد منهم إلا الأذى ، رجع إلى مكة ، فدخل في جوار المُطعم بن عدي ، فأمر أولاده الأربعة فلبسوا السلاح ، وقام كل واحد منهم عند الركن من الكعبة ، فبلغ ذلك قريشاً فقالوا له : أنت الرجل الذي لا تُخفر ذمتك ! ومات المُطعم مُشركاً ، لكن النبي صلى الله عليه و سلم لم ينس له ذلك الفضل ، فأراد النبي صلى الله عليه و سلم أن يُعبر عن امتنانه لقبول المُطعم بن عدي أن يكون صلى الله عليه و سلم في جواره في وقت كانت مكة كلها إلا نفراً يسيراً ضد النبي صلى الله عليه و سلم ، فلما انتهت غزوة بدر ـ كما في البخاري : قال صلى الله عليه و سلم : "لو كان المُطعم بن عدي حيا ثم كلمني في هؤلاء النتنى لتركتهم له " .. صحيح البخاري ، رقم -- 3139 المعنى : لو طلب مني تركهم وإطلاقهم من الأسر بغير فداء لفعلت ؛ ذلك مكافأة له على فضله السابق في قبول الجوار ، فصلوات الله وسلامه على مُعلم الناس الخير . وإن في حياتنا صنوفاً من العلاقات ـ سوى علاقة الزواج ـ: إما علاقة قرابة ، أو مُصاهرة ، أو علاقة عمل ، أو صداقة ، أو يد فضل ، فما أحرانا أن نُطبق هذه القاعدة في حياتنا ؛ ليبقى الود ، ولتُحفظ الحقوق ، وتتصافى القلوب ، وكصفاء الشهد بل أنقى ، وكرونق الزهر بل أعطر و أزكى ؛ وإلا فإن مُجانبة تطبيق هذه القاعدة الأخلاقية العظيمة ، يعني مزيداً من التفكك والتباعد والشقاق ، ووأداً لبعض الأخلاق الشريفة .. ومن العلاقات التي لا يكاد ينفك عنها أحدنا : علاقة العمل : سواء كان حكومياً أو خاصاً ، أو تجارةً ، فقد تجمعنا بأحد من الناس علاقة عمل ، وقد تقتضي الظروف أن يحصل الاستغناء عن أحد الموظفين ، أو انتقال أحد الأطراف إلى مكان عمل آخر برغبته واختياره ، و ربما بغير اختياره .. وهذا موضع من مواضع هذه القاعدة : فلا ينبغي أن ينُسى الفضل بين الطرفين ، فكم هو جميل أن يبُادر أحد الطرفين إلى إشعار الطرف الآخر ، أنه وإن تفرقنا ـ بعد مدة من التعاون ـ فإن ظرف الانتقال لا يمكن أن يُنسينا ما كان بيننا من ود واحترام ، وتعاون على مصالح مشتركة ، ولذا فإنك تشكر أولئك الأفراد ، وتلك المُؤسسات التي تعبر عن هذه القاعدة عملياً بحفل تكريمي أو توديعي لذلك الطرف ، فإن هذا من الذكريات الجميلة التي لا ينساها المُحتفى به ، وإذا أردتَ أن تعرف موقع وأثر مثل هذه المواقف الجميلة ، فانظر إلى الأثر النفسي السلبي الذي يتركه عدم المُبالاة بمن بذلوا وخدموا في مؤسساتهم الحكومية أو الخاصة لعدة سنوات ، فلا يصلهم ولا خطاب شكر . ـ ومن ميادين تطبيق هذه القاعدة : الوفاء للمُعلمين ، وحفظ أثرهم الحسن في نفس المُتعلم . أعرف مُعلماً من رواد التعليم في إحدى مناطق بلادنا ضرب مثالاً للوفاء ، إذ لم يقتصر وفاؤه لأستاذته الذين دَرّسوه ، بل امتد لأبنائهم حينما مات أساتذته ـ رحمهم الله ـ ويزداد عجبك حين تعلم أنه يتواصل مع هؤلاء الأبناء وهم خارج المملكة سواء في مصر أو الشام ، فلله در هذا الرجل ، وأكثر في الأمة من أمثاله . ورحم الله الإمام الشافعي حين قال : الحر من حفظ وداد لحظة ، ومن أفاده لفظة . وفي واقعنا مواضع كثيرة تُفعل هذه القاعدة القرآنية الكريمة : {وَلاَ تَنسَوُاْ الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ} .. فللجيران الذين افترقوا منها نصيب ، ولجماعة المسجد منها حظ ، بل حتى العامل والخادم الذي أحسن الخدمة له منها نصيب .. ولهذه القاعدة أيضا حضورها القوي في المعاملة ، قال بعض أهل العلم : "من بركة الرزق : أن لا ينسى العبد الفضل في المُعاملة ، كما قال تعالى : {وَلاَ تَنسَوُاْ الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ} .. البقرة :237 , بالتيسير على المُوسرين ، وإنظار المُعسرين ، والمُحاباة عند البيع والشراء ، بما تيسر من قليل أو كثير ، فبذلك ينال العبد خيراً كثيراً " ،،،، بهجة قلوب الأبرار : (37) نسأل الله تعالى أن يهدينا لأحسن الأخلاق والأعمال لا يهدي لأحسنها إلا هو ، وأن يصرفنا عن سيئها لا يصرف عن سيئها إلا هو سبحانه ... [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] | ||
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] | [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] |
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الخميس مارس 14, 2024 7:21 am من طرف راوية رياض الصمادي
» مدينة أوزونغول
الأحد يوليو 26, 2015 10:31 am من طرف راوية رياض الصمادي
» مدينة ترابزون
الأحد يوليو 26, 2015 10:27 am من طرف راوية رياض الصمادي
» مدينة أسطنبول
السبت يوليو 25, 2015 4:04 pm من طرف راوية رياض الصمادي
» خريطة تركيا بشكل عام
السبت يوليو 25, 2015 3:06 pm من طرف راوية رياض الصمادي
» تحميل و تثبيت لعبة Tomb Raider 2013 عربية كامله
الأحد نوفمبر 02, 2014 5:01 pm من طرف راوية رياض الصمادي
» كلمات رائعه قيلت عن المراة
الأحد سبتمبر 08, 2013 4:02 pm من طرف SEHOT
» لله درك من ملك
الأحد سبتمبر 08, 2013 3:52 pm من طرف SEHOT
» يـاشـيـن كــســرت خــاطــره وانـدمـارتــه
الأحد سبتمبر 08, 2013 2:26 pm من طرف SEHOT