طلاق الروح

العش الزوجي كيان مقدس .. يعمر بالحب.. ويتزين بالسعادة.. مدعوما بالمودة والرحمة الإلهية ..

قد يتعرض لفترات فتور وبرود وصمت بين الزوجين.. وهذا أمرا طبيعياً .. مثلها مثل العلاقات الأخرى.. خصوصا عندما ينتبها الزوجين ويسرعان في إصلاح الخلل ومعالجة المشكلة من باب الحب والمودة التي بينهما ..

لكن النقطة التي أثارتني وجعلتني أكتب هذا الموضوع.. هي عن الزوجين اللذان يعيشان تحت سقف واحد لكنهما منفصلان معنويا حيث الجفاف العاطفي .. والتباعد الوجداني.. بل أكثر من ذلك تجد أن احد الأطراف يكره الآخر ورغم ذلك لايزالان مرتبطان ومحافظان على العش الزوجي ولا يستطيعان الطلاق لأي سبب من الأسباب.. وان كان واقعا مطلقين روحيا..

يا ترى ما هي الأسباب التي تؤدي إلى طلاق الزوجين روحيا.. رغم أنهما يدركان أن الطلاق الجسدي هو الحل الأنسب لهما

ان اسباب الطلاق الروحي كثيرة ونسبية من شخص لأخر

فمنهم من يطلق زوجته روحيا من اول يوم زواج والسبب ان قد اجبر عليها والعكس صحيح
ومنهم من يطلق زوجته بسبب والعياذ بالله الشك المفرط

ومنهم من يطلق زوجته روحيا بسبب الملل وطول فترة العيش معها ، فيشعر عندما يراها كأنه احد قطع الأثاث بالمنزل


ولكن في نظري متى وقع الطلاق الروحي بين الزوجين فانه اعظم من الطلاق الجسدي (الشرعي)

لأن الطلاق الشرعي سيذهب كل منهم في طريقه ويفتح صفحة حياة جديدة

ام الطلاق الروحي ، فتكون الزوجة المسكينة او الزوج المغلوب على امره اشبه ببيت الوقف

فهو لا غائباً فيرجى ولا ميتا فيحيى





من أكثر الأسباب تحكماً في هذه الحالة .. أراه التباعد الفكري بين الزوج والزوجة ..
إختلاف الإهتمامات بين الزوجين .. وهذا يؤدى إلى قلة التواصل والتحدث في الإمور المشتركة خارج نطاق الأسرة ..

وإن كنت أرى أن هناك خلل في شخصية أحدهما .. إما الزوج لم يستطع ( لوكان مثقفاً ) أن يرتقي بالزوجة أو لم يحاول الإرتقاء بها .. وبالتالي اتستعت الفجوة وازدادت في تباعد الزوجين .. أو العكس لو كانت الزوجة مثقفة والرجل غير مثقف ..

والأسباب تعتبر تراكمية مع مرور الأيام تزداد وجهات النظر أو فلنقل تزداد الفجوة متخذة شكلاً ومنحنى آخر بأن يتخذ كلاً منهما مكاناً ينزوي إليه ويترك الطرف الآخر دون محاولة جذبة إلى صفه ..

ومن هنا أتسائل .. إلا يمكن لأحد الزوجين أن يغير من طبع الطرف الآخر وبالتي الوصول إلى حالة الوسطية في التعامل .. ولا يكون الطلاق الروحي هو المصير ؟؟



في الزواج لا يجب أن نخجل أو نجامل فالصراحة المهذبه اللبقة مطلوبة جداً وهي أفضل من الكتمان وتراكم المشاكل وتعقد أسباب الابتعاد
ليخبرا بعضهما عما يحبانه وما لا يحبانه وليصنعا معاً أهداف مشتركة يسعيان لها ويساعدا بعضهما في الاهداف الفردية
قد لا يتوفر الحب والشغف في البداية ربما الى أن تنتهي الحياة الزوجية أيضاً لكن طالما التقبل والاحترام موجودان فأن الحياة تكون سعيدة

ولا ننسى الجفاف العاطفي من قبل احد الطرفين وعدم اظهار المشاعر .. والعيش بتبلد وبرود وجعل حياتهم روتنيه لا يجمع بينهم سوى الاكل والشرب وما سوى ذلك .. وهنا مكمن الخطر ايضا ارى ان سوء الاختيار في بداية الامر له دور كبير في هذا الشأن ..



لماذا الطلاق الروحي .. دون الطلاق الجسدي .. او الطلاق الفعلي ..

هل هو الخوف من الطلاق الفعلي ..
هل هو من باب احترام الطرف الاخر .. وعدم ايذاء شعوره حتى على حساب نفس الانسان ..
لماذا لا يقدم الطرفين بالبوح لبعض قبل ان يصل الامر للطلاق الروحي ...



في أغلب الأحيان يكون السبب الخوف على الأبناء في حالة وجود الأبناء ، مع أن الطلاق النفسي "الروحي" له تأثيرات سلبية لا تقل خطورة عن الطلاق الفعلي على الأبناء .
وخوف من المجتمع الذي ينظر إلى الطلاق كأنه وصمة عار .
أو مراعاة للأهل إذا كان الزوجين مرتبطين بعلاقة قرابة .
وأحيانا يعيش البعض على أمل أن تنصلح الأحوال في يوم ما .
وقد يكون الجانب المادي له دور مهم في عدم الرغبة في الطلاق الفعلي .
كأن يكون لأحد الزوجين ثروة فيبقى الطرف الثاني في انتظار انتقاله إلى رحمة الله ( مثل سالفة زعفرانة ) .
وأحيانا أسباب نفسية مرضية عناد وقهر للزوجة ( أو للزوج) .
وقد يكون الجهل أحد الأسباب .



لكن ليحاول الزوجين من تجديد الحياة بينهما مثلا :

- السفر هو لوحده وهي لوحدها بصحبة اهلها .
- الذهاب بيت الأهل فترة من الوقت والمكوث فيه يومين او اكثر .
- احياء اعياد الميلاد والزواج .
- تغير المكان مثلا الذهاب لفندق وقضاء يوم او يومين فيه .
- الحوار ومناقشة الموضوع لسبب هذا الوضع الذي يعيشونه .

ربما مثل هذه الأمور تساعد على تجديد الحياة بينهم بعد فترة ركود عاشوها .